من هو مهندس العقوبات ريتشارد نفيو أم السيد ظريف؟!
حسين شريعتمداري
1 – لربما يستغرب القارئ من العنوان المدرج! الا ان هنالك تساؤل جاد يراد له اجابة جادة، فهل لقب مهندس العقوبات الذي اعطي لـ"ريتشارد نفيو" حري به؟! فهو العدو اللدود لايران الاسلامية وبذل مساعيه لاسقاط آثار الحظر الاميركي على ايران، وهذا ما لا غرابة فيه ولا يعتبر امراً يغاير السياقات، الا ان مروراً سريعاً على السيرة الذاتية للسيد ظريف للسنوات الاخيرة كوزير للخارجية ومسؤول الفريق الايراني للمفاوضات النووية، وبالتالي مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية يستتبع هذا التساؤل وهو أليس لقب مهندس العقوبات الاميركية ضد بلدنا يليق بجناب ظريف اكثر مما يعرف به ريتشارد نفيو؟! والقرائن تؤيد ذلك، لنقرأ!
2 – ان ادارة السيد روحاني قد وضعت في اولويات منهجها "الغاء جميع العقوبات" حتى بلغ بها ان تلخصت في وزارة الخارجية والتفاوض لاجل الغاء العقوبات كان من اساسيات عمل وزارة الخارجية! ولاجل ذلك بدأت حكومة روحاني التفاوض مع دول 1 + 5 حول البرنامج النووي، ولكن كيف؟! ولاجل درك كيفية حضور الحكومة وفريق التفاوض الايراني في المفاوضات النووية الذي ترأسه السيد ظريف نأتي بمثال واحد بين عشرات النماذج المستدلة.
فأثر تصريحات السيد روحاني وبعض مسؤولي الحكومة حينها وقد تلبست بالتماهي، وافادت للاذاعة الفرنسية؛ "ان تقييم الغرب لوضع ادارة روحاني الحالية اشبه بالتعامل مع بائع مطلوب ويحنو مضطراً لبيع حقوقه الوطنية، وعلى غرار ذلك فأن امهال المشتري يعقد الامر للبائع وسيهبط من قيمة البيع، فاقتراح مهلة زمنية لثلاثة أشهر من قبل روحاني لانجاز معاملة حاسمة مع الغرب يعكس الوضع الحرج الذي سيبدو عليه في جنيف بشكل بائع"!...
هذه الحالة من الانهيار ورسالة "الضعف" و"الاضطرار" استمرت على طول خط التفاوض، حتى بلغت مرحلة اتفاق ايران مع 5 + 1 تحت اسم خطة العمل المشتركة.
وتطول الحكاية إلا ان نتيجة كل هذه التكلفة وما عمل من امكانات وتحضيرات، ماذا كان حاصله؟ والى اين وصلت؟ فليس لم يتم الغاء اي قسم من العقوبات، وحسب بل تضاعفت العقوبات! فمن كان عراب العقوبات؟!
3 – قبل ايام غادر السيد ظريف الى سويسرا للمشاركة في منتدى دافوس في موقع غير قانوني " مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية".
ففي هذا المنتدى وموضوعه الاقتصاد العالمي بسط السيد ظريف عن مكنون متبناه عند الاميركان، وبخطاب المتأثرين بالغرب وادعياء الاصلاح شكى الثورة والثوريين، ولكن من منطلق وهن لا يعلم كيف يتسق مع النظام، طلب التفاوض مع ترامب! وقد نقلت وسائل الاعلام تفاصيل تصريحات ظريف المستبطنة للوهن، وما نريد الاشارة اليه هو مخرجات هذه التصريحات المربكة في منتدى دافوس وهي مما يؤسف لها!
4 – "جو ويلسون" عضو الكونغرس الاميركي، كتب بخصوص ما رشح عن تصريحات ظريف، يقول: "ان تصريحات ظريف تدل على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بلغت ايامها الاخيرة (!) وذلك لان ظريف يطلب من ترامب مستجدياً التفاوض"! أليس هذا مبعث عار؟! نعم هو كذلك! ولكن "جو ويلسون" قد اعتبر ايران ضعيفة اعتماداً على كلام ظريف (!) ويقترح على ترامب انه آن الاوان لفرض عقوبات قصوى وشديدة على ايران!...
واترك الحكم اليكم، أليس قد واكب السيد ظريف في هندسة العقوبات الاميركية ضد ايران ريتشارد نفيو وحتى سبقه في ذلك؟!
5 – ونود الاشارة هنا الى مسألة سبق وطرحتها الا انها ذو صلة بالموضوع، لنقرأ!
"إن احمد خان ملك ساساني وهو من طبقة الدبلوماسيين في فترة الحكم القاجاري والبهلوي، يكتب قبل مائة عام عن الاجواء التربوية مه بداية حكومة رضا خان؛ (اذكر جيداً أثناء حصة التاريخ والموضوع حول المستعمرات البريطانية، وهل ان الاهالي باستطاعتهم ان يديروا ممالكهم، أم لا؟ فقال ذكاء الملك؛ ايها السادة هل أخذتم للخياط ثوب "سرداري"- وهو ثوب رجالي يمتاز بطوله - ؟ فأجاب الجميع بنعم، وهل وضع الخياط كماً لهذا الثوب؟ فأجاب الجميع نعم، وحين جئتم بالثوب للبيت هل كان الكم يتحرك؟ قالوا: كلا، اذن ما كان ينقصه كي يتحرك الكم؟ قالوا كان ينقصه يداً تحركه، فقال السيد فروغي: ان هذا ما اعنيه، ان تعلموا ان ايران مثل الكم الذي يتحرك واذا لم تدخل اليد فيه وهي الحكومة البريطانية فلا سبيل لحركته.
فالمدراء والمعلمون كانوا في الغالب ينتخبون لهذا الامر، اي ليحرفوا الطلبة عن حب الوطن وليعمقوا فيهم خدمة الاجنبي، فكانت تعليمات ذكاء الملك ومنصور الملك وباقر كاظمي ان لا ينخرط اشخاص اذكياء وواعين ضمن موظفي وزارة الخارجية".
أليس الامر يتطابق الان اذا ما استبدلنا اميركا مكان بريطانيا؟!
6 – والمناسب هنا ان نطرح على رئيس جمهوريتنا المحترم هذا التساؤل: أليس شغر السيد ظريف لوظيفة "المساعد الستراتيجي لرئيس الجمهورية" بالامر غير القانوني؟! وهو كذلك! أليس جنابك في موقع رئاسة الجمهورية للبلد مكلف برعاية القانون؟!
وهو كذلك! تأسيساً على ذلك فلماذا سمحت للسيد ظريف ان يستمر في شغر هذا المنصب؟!... أليست التداعيات الكارثية لهذا الامر ستنعكس عليك؟! اذ ان تصريحات السيد ظريف تختلف عن الرؤى التي تعكسها الى درجة التناقض!